قد لا يعرف الكثيرون أن محمد صلاح نجم مصر و ليفربول الحائز على جائزة أفضل لاعب أفريقى فى استفتاء الـbbc أنه عاش قصة حب صامتة مع زوجته الحالية .
روى ماهر أنور شتية “عمدة قرية نجريج” مسقط رأس صلاح قائلاً إنه ارتبط بقصة حب مع زميلته في المدرسة الإعدادية، وهي من أبناء القرية أيضاً، وبادلته الحب، ولكن لم يسمع أحد بهذه القصة، فلم يلتقيا ولو مرة واحدة، بحكم العادات والتقاليد، ولكن كان حبهما صامتاً، وعقب احترافه في نادي بازل السويسري استغل صلاح أول إجازة يحصل عليها من ناديه الجديد، وتقدم لوالدها بعد سنوات طويلة من الحب الصامت وتمت خطبتهما وزواجهما في حفل بهيج، وأصر صلاح على إقامته في القرية ومشاركه أهالي قريته لفرحته، وشارك في الحفل كل نجوم الكرة وزملاء صلاح في الملاعب.
وقال شتية في حديث لـموقع العربية.نت” إن صالاح نشأ في أسرة كروية فوالده كان لاعباً مميزاً وعمه وخاله كذلك، وكان الثلاثة يلعبون في فريق القرية، ويتمتعون بمهارات عالية، وتربى محمد وسط عائلة تعشق كرة القدم، ولاحظ والده موهبته منذ البداية وتعب معه كثيراً، حتى وصل ابنه للعالمية.
وذكر أن الطفل محمد كان تبدو عليه ومنذ الصغر الموهبة الكبيرة، فقد كان يغازل الكرة “بطريقة مارادونية”، وتنبأ له الجميع بمستقبل باهر، وعقب وصوله لسن السابعة ألحقه والده بأندية المحلة وبلدية المحلة التي تبعد عن مركز بسيون مسقط رأسنا بحوالي 30 كيلومتراً، وبسبب المسافة الكبيرة، والإرهـ ـاق الشديد الذي كان يعانيه الطفل الصغير نتيجة السفر يومياً للتدريب، قام والده بنقله لنادي بسيون القريب من القرية.
وكشف عمدة القرية مفاجأة أخرى كانت أحدثت فارقاً كبيراً في حياة محمد صلاح، وكان لها الأثر الكبير في تحويل مسار حياته الكروية، وقال إن أحد الكشافين للمواهب الصغيرة ويدعى رضا الملاح كان قادماً للقرية لمشاهدة لاعب اسمه شريف لضمه لنادي عثماسون التابع لشركة المقاولون العرب، وفور وصوله لمركز شباب القرية لمشاهدة شريف طلب منه أن يشارك زملاءه الصغار في تقسيمة كروية لرؤيته على الطبيعة، وكان من بين هؤلاء الأطفال الصغار محمد صلاح، وبدأت التقسيمة وانبهر الكابتن رضا الملاح بمحمد صلاح وناداه وطلب منه توصيله بوالده، حيث اتفق معه على ضم ابنه لنادي عثماسون.
محمد صلاح مع عمدة قريته
وأضاف أن والد محمد صلاح وافق على العرض فطموحه أن يرى ابنه لاعباً في ناد كبير، وعثماسون هو الطريق للوصول لفريق المقاولون العرب، أحد الأندية الكبار في الدوري المصري، وبطل إفريقيا مرتين، وذهب الطفل الصغير محمد صلاح لعثماسون وهناك اكتشفه من جديد الكابتن ريعو والكابتن حمدي نوح وطلبا نقله لفرق الناشئين بالمقاولون العرب.
وأوضح عمدة القرية أن محمد ورغم صغر سنه كان يسافر وحده يومياً للقاهرة للتدريب، وكان والده ينتظره أمام محطة القطار بالساعات في البرد القـ ـارس والحر القـ ـائظ، وفي مرات كثيرة كنت أقوم بتوصيله معي عقب نزوله من القطار، وخلال سنوات من التعب والجهد والمشقة بزغ نجم محمد صلاح، وبدأ يخطو خطواته الأولى نحو التألق والنجومية.
وتابع أن نادي الزمالك أرسل أحد مدربيه لمشاهدة محمد صلاح على الطبيعة تمهيداً لضمه، ولكن لم يقتنـ ـع بموهبته، ورفض ضمه، بحجة أنه لا يصـ ـلح للزمالك، لكن مدربي “المقاولون”، وعلى رأسهم الكابتن حمدي نوح، كانت عيونهم خبيرة، واقتنعت بمحمد صلاح وموهبته، ونجحوا في صقلها وتقديمها للعالم من خلال فريق المقاولون العرب.
عمدة قرية محمد صلاح
وقال إن صلاح ورغم احترافه في أكثر من نادٍ أوروبي ما زال يصر على قضاء إجازته السنوية في مسقط رأسه، ولا يتأخر عن مشاركه أبناء القرية في أفراحهم وأحـ ـزانهم، ودائماً يحرص على قضاء العيد في وسط أسرته وأصدقائه، فضلاً عن قيامه بأعمال الخير في القرية، مضيفاً أن صلاح ومنذ عهدناه طفلاً لم نشاهده إلا مواظباً على الصلاة وقراءة القرآن والمشاركة في المناسبات الاجتماعية التي تخص أبناء قريته، كما لم نشاهده يوماً ما متورطاً في مشاجرة أو متلفظاً بلفظ غير لائق، فلم نر منه إلا كل خير وكل جميل.
وأضاف أن أبناء القرية يدعون له في كل صلاة، ويفتخرون به في كل مجلس، ويتباهون به بين القرى والمدن والأخرى، فقد أسعدنا جميعاً وأسعد كل مواطن مصري وعربي، واستحق عن جدارة أن يكون فارساً وأميراً في قلوب المصريين.
د
التعليقات