لم تمنعه إعاقته من إثبات تفوقه ونجاحه “آخره دبلوم صنايع”.. جملة حولت “مروان” مصاب التوحد لـ”أول ثانوية عامة”

منذ أن فتح عينيه على الدنيا، وتعرض الصغير وأسرته، لمعاناة استمرت لسنوات وستظل معه طوال حياته، لا يزال يعجز الأطباء عن إيجاد حلول لها، ولكن كل هذا لم يمنع الأسرة، من أن تكون مصنعا لنجاحه، وأن يخرج من بيت “عواد” واحدا من أوائل الجمهورية.

حالة من الفرحة انتشرت بمنزل الطالب مروان وحيد عبدالله عواد، المصاب بإعاقة التوحد، وابن قرية مشتول السوق التابعة لمحافظة الشرقية، لحصوله المركز الأول على مستوى الجمهورية، في نتيجة الثانوية العامة، ضمن طلاب الدمج، بمجموع 405 درجات، وبنسبة مئوية بلغت 98.9%، بشعبة علمي رياضة.

مشوار طويل قطعه مروان ووالده خلال مسيرته التعليمية، فلم يستسلم لمقولة أخصائية التخاطب عندما كان “مروان”، في سن الـ6 من عمره، التي قالت إن أقصى مرحلة تعليمية يمكن لمروان الوصول لها هي الإعدادية أو الدبلوم الصناعي إن حالفه الحظ، وهو ما تسبب في حالة من الحزن والإحباط لأسرة الطفل، فكان الأبوان يبكيان في طريق عوتهما إلى المنزل ما جعل المارة ينظرون إليهما بدهشة.

والد أول الثانوية علمي رياضة لـ”الوطن”: علاج مروان تطلب أموالا باهظة.. بعنا شقة وقطعة أرض
لم يستسلم “وحيد”، لرأي أخصائية التخاطب، وسخر كل ما يملكه من مال ووقت ومجهود في سبيل إنجاح مسيرة “مروان” التعلمية، “أول حاجة كثفت جلسات العلاجية بتعته بدل مكان مركز واحد خلتهم 3 مراكز معتمدة في وقت واحد لزيادة سرعة التقدم”.

لمدة 9 سنوات كان “وحيد” يسافر برفقة ابنه “مروان” من محافظة الشرقية لمحافظة القاهرة 3 مرات أسبوعيا، يزور خلالها الـ3 مراكز لخوض العلاج الازم لحالة نجله، “مروان مشكلته أنه عنده فرط حركة فكان لازم أمشي معاه كتير فكنت بمشي في الـ3 أيام لعدة ساعات للحد من حركته”.

جلسات “مروان” العلاجية كانت يحتاج إلى تكلفة مالية مرتفعة، وضحي الأب بها في سبيل وصول نجله إلى المكانة التي تليق بها، “عشان استمر فيه بعت شقتي عشان اصرف عليه.. كمان والدته كان عندها أرض بعتها عشان نكمل مصاريف علاجه بالإضافة أنها باعت جزء من ذهبها بالإضافة إلى أنه كان بياخد أكتر من نص مرتبي الشهري”، وفقا لحديث “الأب”.

الأب متحدثا عن مهارات “مروان”: نبغة في الرياضيات وكان يحل 60 مسألة 2 في ساعة
في مرحلة الثانوية كان لها استعداد خاص، فحرص والد مروان على توفير كل المستلزمات الخاصة بالمرحلة المهمة، إلا أنه زاد عليها بشراء طابعة للورق حتى يتمكن من طباعة أي أوراق أو نماذج امتحانات، “مكنتش بضغط عليه خالص كان بيذاكر لوحده من غير ما حد يقولوا ذاكر”.

كان “مروان” متميزا في مادة الرياضيات فكان لديه القدرة على حل المسائل الرياضية في وقت قصير، “ممكن يحل 60 مسألة استاتيكا في ما يقرب من ساعة واحدة فقط، وكان يدرب نفسه على حل الكثير من المسائل الرياضية، “مروان لو كان في الفصول العادية مش الدمج كان هيتفوق برضوا وهيجيب مجموع أعلى كمان”، حسب “الأب”.

سعادة وفرحة غارمة انتابت والد مروان، حينما سمع نتيجة نجله وأنه من أول الطلاب على مستوى الجمهورية، متذكرا مقولة الأخصائية الاجتماعية “يعني هي قالت كلام في علم الغيب وحدد مصير للولد، بس الحمد لله ربنا كرمنا وحققنا حاجة كبيرة”.

أول علمي رياضة “دمج” عن الثانوية العامة: مسببتليش أي مشقة وأحلم بكلية الهندسة
مروان يروي لـ”الوطن”، أنه سعد جدا بأنه كون أحد الطلاب المتفوقين في الثانوية العامة، أن هذه المرحلة مرت عليه دون أي مشكلات، حرص فيها على المذاكرة والاجتهاد، وكنت أكثر المواد صعوبة على “مروان”، هي مادة الاقتصاد التي حصل فيها على الدرجة النهائية، أما الرياضيات فكانت أكثر المواد المحببة له.

خطة “مروان” المستقبلية هي الالتحاق بكلية الهندسة، فهي أمنيته التي حلم بها منذ سنوات عديدة إلا أنه لم يحدد القسم الذي يريد أن يتخصص به بعد، “عايز تخصص في قسم يناسب قدراتي عشان أتفوق فيه”.

رسالة قصيرة وجهها “مروان”، لطلاب الثانوية العامة الجدد، “متخافوش من الثانوية العامة وركزوا كويس فيها واتقوا الله هتنجحوا”.

تابعنا على جوجل نيوز google news

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *