بضحكاتها أسرت قلوب جمهورها فسحرتهم بجمالا، وبأنوثتها ودلالها لقبت ملكة الإغـ ـراء، فعشـ ـقتها النساء والرجال، وأصحبت رمزا للأنوثة والجمال في أبهى صوره، وببساطتها تعـ ـلقت قلوب المصريين بالنجمة هند رستم التي تربعت على عرش السينما المصرية، وذاع صداها عالميا، ليـ ـهـ ـز خبر وفـ ـاتها في مثل هذا اليوم عام 2011، قلوب الملايين الذين أحـ ـزنتـ ـهم فاتـ ـها وبكـ ـوا فراقـ ـها.
مقابل 2 جنيه.. كيفزخرت مسيرة هند رستم بأكثر من 70 فيلما، لا يقل أحدهم إبداعا عن الآخر، سطعت في سماء الأدار الاستعراضية وقدمت ملاحم تمثيلية باتت كنوزا خالدة اليوم في تاريخ السينما المصرية، ومن أروع ما قدمته كان فيلم “صـ ـراع في النيل” الذي شاركت في بطولته مع الفنان عمر الشريف ورشدي أباظة ومن إخراج عاطف سالم.
جـ ـسدت هند رستم شخصية نرجس، الفتاة الجميلة التي تتزوج “محسب” الذي جـ ـسده الفنان عمر الشريف، وتخفي داخلها حب “مجاهد” الذي قدمه الراحل رشدي أباظة، وتحاول بدهـ ـائها الإيقاع بين الاثنين خلال مهمتها، لينقلب سحرها ضدها وتمـ ـوت إثـ ـر تلقـ ـيها ضـ ـربة في الرأس بالخـ ـطأ، لتسـ ـقـ ـط في النيل بعدها جـثـ ـة هـ ــامدة.
وبالرغم من المشاهد التي أدتها هند رستم خلال مشوارها الفني، إلاأن هذا المشهد هو الذي جفـ ـف الـ ـدم في عـ ـروقها وكاد يتسبب في كارثـ ـة حـ ـتمـ ـية.
كان تصوير المشاهد الأخيـ ـرة من الفيلم أكبر مـ ـأز ق تعـ ـرض إليه صناعه، خاصة مع رفـ ـض الفنانة هند رستم تصويره وتلقيها الضـ ـربة في رأسـ ـها وسقـ ـوطها في الماء، ومع التشاور معها وافقت على تصوير مشهد الضـ ـربة ولكن ظلت على موقفها من مشهد السقـ ـوط في الماء ورفضـ ـه خـ ـوفـ ـا من الغـ ـرق.
مقابل 2 جنيه.. فـ ـشل محـ ـاولات إقنـ ـاع المخرج عاطف سالم لها، اضطر إلى الاستـ ـعانة بـ”دوبليرة”، وتم اللجـ ـوء إلى ممثلة شبيهة لها، تدعى “سوسن”، وتم اختيارها لأداء المشهد، خاصة بعد تأكيد والدتها لها بأنها جديرة بذلك الدور، خاصة أنها بطلة سباحة، ووافقت الفتاة على الدور مقابل 2 جنيه.
وبدأ تصوير المشهد المنتظر، وسقـ ـطت الفتاة في الماء كما جاء في سيناريو الفيلم، إلا أن الفتاة اختـ ـفـ ـت وابتلـ ـعتها المياه، وتعالت صـ ـرخـ ـات الأم في المكان، وكان من الحضور بطل السباحة القومي حسن حامد، الذي أسرع بالغطـ ـس بحثًا عنها، ولسـ ـوء حظها كان التيار شـ ـديـ ـدا وقتها، وخرج السـ ـباح وحيـ ـدا معلنا فشـ ـله في العـ ـثـ ـور عليها.
لحظات عصـ ـيبـ ـة مر بها طاقم العمل، ليعود حسن بطل السباحة للماء مرة أخرى لاستكمال مهمة البحث، ليخرج بعد دقائق ممسكا بالفتاة من شعـ ـرها، وأخرجـ ـوـها من الماء بعدما نجـ ـت من الغـ ـرق بأعجـ ـوبة.
التعليقات