كثير ممن تابع حادث جريمة القتل المتهمة فيها الطفلة أميرة أحمد عبدالله (15 سنة)، بقتل سائق يدعى “الأمير” (21 سنة) في صحراء العياط، بعد أنَّ حاول اغتصابها قبل أن تطعنه 13 طعنة حتى سقط بجوار سيارته جثة هامدة يوم 12 من شهر يوليو الماضي؛ تساءل “هل قتلته الفتاة بمفردها.. وكيف تخلصت من السائق وسددت له 13 طعنة؟”.
شكوك ظهرت حول الواقعة، مع تداول مقطع فيديو من محطة بنزين للفتاة في أثناء استقلال السيارة مع المجنى عليه، أسئلة كثيرة أجابت عنها أوراق التحقيق فى القضية، وأقوال الفتاة، وانتهت إلى أنَّ “أميرة” قتلت السائق دفاعًا عن شرفها، وأصدرت مساء أمس الأول، محكمة الطفل قرارًا بإخلاء سبيل الطفلة وتسليمها لوالدها.
قرار المحكمة جاء بعد أكثر من 3 أشهر قضتها الفتاة داخل حجز مركز شرطة العياط، “الوطن” التقت مع “فتاة العياط” لتروي ما حدث لها خلال أشهر الحبس وتفاصيل الجريمة.
مشهد الجريمة والدم لم يفارق ذهني
روت الفتاة لـ”الوطن” التفاصيل المرعبة التي عاشتها، ومشاهد الدم والجريمة التي لم تفارق ذهنها، ورسالة الاعتذار التي لم تتمكن من توصليها لوالدها كل جلسة تشاهده فيها داخل المحكمة ولم تتمكن حينها من الحديث معه.
التقينا “أميرة”، فتاة متوسطة الطول، نحيفة الجسد، بشرتها قميحة، لا تعرف معنى كلمة قتل أو تسمع عنها، لكنها مارستها دفاعًا عن شرفها وعرضها، دون أن تعلم ماذا تفعل بعد ارتكابها الجريمة”.
قالت “أميرة”: “أنا كنت حاسة إني في كابوس، مش عارفة أفوق منه، كنت كل يوم بحلم إن الكابوس ده يخلص، ينتهي، وأصحى منه، ألاقيني يوم الخميس، يوم الجريمة، في حضن أمي، وباكل من إيدها المحشي اللي بحبه، والله مش قادرة أتخيل إني عملت كده”.
وعن تفاصيل جريمتها، ذكرت “أميرة”: “أنا كنت مع وائل، وده زميلي اتعرفت عليه في مصنع شمع بأكتوبر، اشتغلنا مع بعض 3 شهور في المصنع، وكنت اتفقت معاه إن احنا نتقابل، وكانت أول مرة أقابل فيها وائل، وقابلته فعلا، وبعدين طلب مني التليفون بتاعي، وأخده ومشي، كلمته من تليفوني التاني، وقالي تعالي نتقابل في موقف الفيوم، وهتاخدي التليفون، وكلمته لما وصلت الموقف، رد عليا واحد وقالي أنا اسمي مهند، وإن التليفون معاه، لو عايزة التليفون بتاعك تعالي خديه من برنشت، قلت له دي فين قالي في العياط، اسألي الناس في الموقف، روحت برنشت وأنا في محطة البنزين، جه حد وقالي انتي أميرة اللي عايزة التليفون، تعالي اركبي معايا، وخدي تليفونك، وركبت معاه”.
تواصل الفتاة روايتها قائلة: “مكنش في بالي أي حاجة، ولما سألته على التليفون رد عليا قالي: التليفون أخده وائل، تعالي معايا أوديكي ليه، واحنا في الطريق حسيت إن هو ماشي في الصحراء، قلت له خلاص مش عايزة التليفون، أنا عايزة أروح، وديني موقف الفيوم اركب منه، قالي ماشي بس هوصلك من الطريق الصحراوي، ومشينا في الصحراء، ودخلنا الجبل، وفجأة لقيته وقف بالعربية، وقالي أنا عايز أنام معاكي، نزلت من العربية بسرعة وجريت وفضل يجري وراي وكان ماسك سكين في إيده”.
واستكملت الفتاة روايتها قائلة: “أنا كنت في صحراء وفضلت اصرخ بس مفيش حد سامع أي حاجة، فكرت وقلت لازم اتصرف، رجعت تاني للعربية بتاعته، وقلت له أنا مواقفة بس ارمي السكين من إيدك، قالي ماشي دي السكينة اللي أنتي خايفة منها، وسابها على كرسي العربية، جريت فتحت الباب، ومسكت السكين، قال ليا ارمي السكين لأحسن أقتلك.. قلت له مش هتقدر تلمسني.. اقتلني أحسن”.
كل ما كان بيحاول يلمسني أضربه بالسكينة.. ولما قتله جريت وتخيلته بيجري ورايا
تتابع “أميرة” روايتها بقولها: “حاول يلمسني ضربته بالسكين، طعنة واحدة، ولما شفت منظر الدم حصلت ليا حالة هوس، وكل ما يجيي يلمسني أضربه، وفضل يجري ورايا، وكان رايح يفتح شنطة العربية ويطلع شومة يضربني بيها، جريت عليه ضربته لحد ما وقع على الأرض.. أنا مكنش مصدقة إنه مات، فضلت أجرى في الصحراء وكان معايا السكين، وكانت الدنيا ليل، وكل شوية أبص ورايا خايفة يكون بيجري ورايا علشان ينتقم مني ويغتصبني.. لحد ما شفت اتنين كانوا راكبين موتوسيكل وحكت ليهم اللي حصل، وأخدوني لإمام مسجد، وحكيت له واديته رقم أبويا، وجه ليا من الفيوم، وأخدني ورحت على المركز”.
وعن كواليس تسليم نفسها لمركز الشرطة، ذكرت “أميرة”: “قابلت رئيس المباحث المباحث المقدم أحمد صبحي، وحكيت له اللي حصل ولقيت الدنيا اتقلبت، والنيابة جت وروحت معاهم عن مكان الجثة، واعترفت بكل حاجة وقلت ليهم في التحقيق إني قتلته علشان كان عايز يغتصبني”.
كل جلسة كان نفسي أقول لأمي وحشتيني واترمي في حضنها
رغم المأساة التي عاشتها “أميرة”، عقب الجريمة وصدور قرار بحبسها لمدة 3 أشهر على ذمة التحقيقات لحين صدرو قرار بإخلاء سبيلها، إلا أنَّها طوال تلك الفترة كانت تحمل رسالة اعتذار لوالدها ووالدتها وشقيقتها الكبرى والصغرى، ولكنها لم تتمكن من التواصل مع والدها في الجلسات لتخبره بها “بعتذر عن كل حاجة حصلت، بعتذرله عن البهدلة اللي تعرض لها هو والدتي، وأخواتي، كان نفسي أقوله عن حضن أمي اللي وحشني، عن المحشي بتاع أمي اللي نفسي أكله”.
3 شهور كان كلهم عذاب.. والمساجين كانوا بيقولولي إنتِ بمليون رجل
تقول “أميرة”: “أنا عشت 3 شهور في عذاب، كنت في كابوس ونفسي أفوق منه، طول فترة الحبس كنت قاعدة لوحدي خايفة، مش عارفة أعمل إيه، كنت عايزة أقول لأمي وحشني حضنك، والأكل بتاعك، وحشتني آية أختي الكبيرة وأختي الصغيرة، وكنت بخاف من الستات اللي موجودين معايا في الحبس، بس كانوا دايما في ناس فيهم بطمني، ومش ناسية واحدة كنت محبوسة معاها، كانت كل يوم تقولي أنتي بنت جدعة، إنتي بمليون راجل، انتي دافعتي عن شرفك، كانت بتطمني كل شوية وبتقولي الأخبار اللي بتنزل عن القضية بتاعتي من الإنترنت، الكلام ده هو اللي كان بيهون عليا، أنا مشهد الدم والقتل مفارقش عيني من وقت الجريمة وطول فترة حبسي”.
بحب مادة العلوم.. ونفسي اطلع دكتورة علشان أشرف والدي
رغم مرور تلك الأيام العصيبة التي عاشتها “أميرة”، إلا أنَّها لم تتخل عن حلمها وإصرارها في مستقبل أفضل “أنا في تاني إعدادي، هرجع المدرسة تاني، وهذاكر أنا بحب مادة العلوم، وكنت شاطرة فيها، هرجع المدرسة وهكمل تعليمي، علشان نفسى أطلع دكتورة، نفسى أشرف أبويا وأمي”.
التعليقات