سـ ـراج منير.. المـ ـلاكم الذى تحول إلى فنان
ولد سراج منير، 15 يوليو 1904، لأسـ ـرة كانت تسكن منزل الجدّ، محمد علي بك الشاذلي بحى شبـ ـرا.
وكان والده مو ظفًا كبيرًا في وزارة المـ ـعارف، وتحديدًا في إدارة المـ ـناهج، وله من الأخوة، حسن عـ ـبد الوهاب.
الذي فضل دراسة الهندسة، وفطين عـ ـبد الوهاب، الذي درس الفن مثل سـ ـراج.
وأصبح مخـ ـرجًا شهيرًا فيما بعد، ويعتـ ـبر سـ ـبب اختـ ـلاف اسم سراج منير عن أشقائه.
يرجع لرغبة والده في تسـ ـميته سـ ـراج، ورغبة جده في تسـ ـميته منير، فوفقت والدته بين الرغبتين وأطـ ـلقت عليه اسم مركب “سراج منير”.
خلال دراسته الابتدائية اهتم سراج بالرياضة، لا سيما المـ ـلاكمة، وسرعان ما أظهر ميولًا أدبية.
وفي المرحلة الثانوية أصدر مع أحد زملائه مجلة «سمير» بتشجيع من ناظر المدرسة، واستمر إصدارها أربع سنوات، وتوقفت بعد تغيير ناظر آخر رفض تطرق المجلة في السياسة.
وقدم سراج منير خلال مشواره الفنى العديد من الأدوار المتنوعية ما بين الشر والكوميديا وابن الذوات، وقد اشتهر بالعديد من الأدوار التى لعبها بحرفية شديدة وبراعة كبيرة، وقدم ما يقرب من 100 فيلم سينمائي، قام ببطولة 18 منها، وقدم سراج منير أولى بطولاته السينمائية عندما اختاره صديقه محمد كريم لبطولة فيلمهِ الأول “زينب” وهو فيلم صامت أنتج عام 1930 ومثل فيه أمام الفنانة بهيجة حافظ، وكان هذا الدور من أول أدواره في السينما المصرية
صدفة تقود سراج منير لهواية التمثيل
بدأت هواية التمثيل عند سراج منير بعد حادثة طريفة عام 1922، فقد دعاه بعض أصدقائه إلى سهرة في منزل أحدهم، وحينما وصل إلى المنزل المقصود، فوجئ بأن السهرة عبارة عن مسرح نصب في حوش المنزل، واشترك الحاضرون في تمثيل إحدى المسرحيات.
وكان سراج منير هو المتفرج الوحيد، وتركت هذه الحادثة أثرًا في نفسه، حيث ولدت في داخله هواية التمثيل، وبالتالي أصبح عضوًا في فريق التمثيل بالمدرسة، واستمر كذلك حتى أنهى دراسته الثانوية وسافر إلى ألمانيا لدراسة الطب.
سراج منير يترك دراسة الطب فى ألمانيا من اجل التمثيل
سافر سراج منير إلى ألمانيا بعدما أرسلته عائلته إلى ألمانيا لدراسة الطب،نظرا لقلة المبلغ الذي ترسله له أسرته في ألمانيا، بحث سراج منير عن مصدر آخر يزيد به دخله أثناء الدراسة، عندها تعرف في أحد النوادي على مخرج ألماني سهل له العمل في السينما الألمانية مقابل مرتب ثابت.
وبدلًا من العكوف على الدراسة، أخذ يطوف استوديوهات برلين، عارضًا مواهبه حتى استطاع أن يظهر في بعض الأفلام الألمانية الصامتة، وبالتالي صرفه عمله الجديد عن دراسة الطب، فهجرها لدراسة السينما، وهو ما تسبب في وفـ ـاة والده بعد تعرضه لصدمة من الخبر، وفي ألمانيا التقى سراج منير بالفنان محمد كريم.
حيث درسا الإخراج السينمائي معًا، وبعد عام واحد في برلين، انتقل إلى ميونخ حيث كان يوجد أكبر مسرح في ألمانيا، وكان معه في تلك الفترة الفنان فتوح نشاطي.
برقية تنقذ سراج منير من الاسر فى ألمانيا بعد يداية الحرب العالمية
واثناء تواجد سراج منير فى ألمانيا تلقى سراج منير برقية من فرقة مصرية للمسرح تستدعيه للعمل معها، قبل أسابيع من بداية الحرب العالمية الثانية، وكانت البرقية بمثابة المنقذ من الأسر بالنسبة له، حيث بدأت ألمانيا الحرب بدخول النمسا، وتفاقمت الأوضاع، ولم يتمكن مصري واحد من الخروج من ألمانيا إلا بعد ست سنوات، إلا أنه فلت من الأسر بهذه البرقية.
سراج منير يتسبب فى وفـ ـاة والده بعد تركه دراسة الطب من اجل التمثيل
بعد ثماني سنوات عاد إلى القاهرة فاستقبلته الأسرة بحفاوة في اعتقادها أنه أنهى دراسة الطب، إلا أنه فأجأ الجميع بالحقيقة، فأصيب الأب بصدمة عجلت بوفاته في اليوم التالي لوصوله، وكان من الطبيعي أن تطرده العائلة للمرة الثانية.
سراج منير يتسبب بأحد أفلامه فى تغيير قانون السبقة الأولى
قدم سراج منير مايقارب من المائة فيلم سينمائي، قام ببطولة 18 منه، من أبرز هذه الأفلام “دهب, عنتر ولبلب، أمير الانتقام، شباب امراة”، فضلا عن تقديمه لشخصية عنترة بن شداد لأول مرة في السينما المصرية، بخلاف ما يعتفد البعض أن فريد شوقي كان أول المجسدين لتلك الشخصية.
ويعد دور سراج منير فى فيلم “جعلونى مجرما” عام 1954 بطولة فريد شوقي وهدي سلطان ،عندما مثل دور العم الظالم لفريد شوقى، من أهم أدواره، نظرا لأن هذا الفيلم ساهم فى تغيير قانون السبقة الأولى فى مصر، فقد صدرعقب عرض الفيلم قانون جديد يلغي السبقة الأولى في الصحيفة الجنائية حتى يتمكن المخطئ من بدء حياة جديدة.
رغم رفض اسرتيهما.. تفاصيل زواج سراج منير من ميمي شكيب
تزوج الفنانة ميمي شكيب عام 1942، واستمر زواجهما قائما حتى رحيله عام 1957، واعتبر هذا الزواج في وقته أحد أقوى الارتباطات الفنية، حيث كان زواجا مبنيا على التفاهم والحب والاحترام بين نجمين كبيرين في تلك الفترة،، ولم ترد أي أخبار عن زواج الفنانة ميمي شكيب بعد وفـ ـاة الفنان الكبير سراج منير طوال حياتها وحتى وفاتها بعده بحوالي عشرين سنة وبالتحديد عام 1982.
وتعتبر قصتهما من أشهر قصص الحب في السينما المصرية، تعرف على ميمى شكيب فى فيلم (ابن الشعب) عام ١٩٣٤ وارتبط بها وأحبها ولكن اعترضت أسرته على زواجه بها لأنها مطلقة ولديها ابن من طليقها، بعد عدة سنوات انضم لفرقة نجيب الريحانى المسرحية ليلتقى مرة أخرى بميمى شكيب، ويتجدد حبهما ويتدخل نجيب الريحانى لدى الأسرتين ليقنعهما بزواجهما، وتم الزواج بينهما وعاشا في سعادة 10 سنوات حتى رحل عن الحياة وأصيبت بعدها ميمى شكيب بحالة نفسية سيئة.
الإنتاج السينمائى يتسبب فى إصابة سراج منير بـ ذبحة صدرية
عندما مرض نجيب الريحاني طلب من سراج منير أداء دوره في مسرحية «حكم قراقوش» ففعل ونجح في الدور، ما شجعه على تحويل المسرحية إلى فيلم من إخراج شقيقه فطين، إلا أن الفيلم فشل وخسر سراج ماله، فقد تكلف إنتاجه 40 ألف جنيه، ولم تصل إيراداته لأكثر من 10 آلاف جنيه، فاضطر إلى رهن فيلته التى كان يعيش فيها مع زوجته ميمى شكيب.
بعد فشل الفيلم، أصيب سراج بذبحة صدرية، فنصحه الأطباء على أثرها بالتوقف عن العمل والراحة، لكنه رفض النصيحة وعاد في فيلم «الليلة الرهيبة» مع المخرج السيد بدير وشريفة فاضل، وصور آخر أفلامه «حتى نلتقي» مع بركات وفاتن حمامة، إلا أنه رحل قبل استكمال دوبلاج دوره، في 13 سبتمبر 1957.
وفـ ـاة سراج منير المفـ ـاجئة.. وحضور زوجته الجـ ـنازة بطائرة إسماعيل يس فى الاسطول
كان سراج يقيم مع زوجته فى بنسيون «كريون» بميدان سعد زغلول بالإسكندرية، ونشرت مجلة «الكواكب» فى ذلك اليوم تقول إنه عاد إلى القاهرة وحده ليقابل المسئولين فى الجوازات للحصول على تأشيرة خروج لأعضاء فرقته إلى دمشق ، وصل القاهرة مع عديله زوج زوزو شكيب اللواء نجم غنيم وتناولا طعام العشاء، وعاد إلى شقته بالزمالك بعد منتصف الليل.
ووجد ابن زوجته ميمى شكيب اليوزباشى محيى الدين عزت موجودا فسهرا معا حتى الفجر، واتصل بزوجته ليلا وقال لها «أنا صحتى زى البمب» ودخل لينام ، فى الصباح اتصل صديق طفولته عبد الحميد عطالله بالتليفون، ليوقظه ليذهبا إلى الجوازات لكنه كان قد فارق الحياة .
حضرت ميمى شكيب من الإسكندرية مع شقيق ـ ـسراج المخرج فطين عبـ ـد الوهاب بالطائرة الذى كان يصور بها فيلم «إسماعيل يس فى الأسـ ـطول».
بعد وفـ ـاة سراج منير، قررت ميمي أن تغـ ـادر مسـ ـكن الزوجية إلى بيـ ـت آخـ ـر لا يوجد فيه «شـ ـبح»
سراج وأيامهما الجميلة، كما غـ ـيّرت قطع الأثاث التي كان يفـ ـضلها، حسب ما قالت في حوار لها.
نُشر على صفحات مجلة «الكواكب»:«لم أسـ ـتطع أن أعيـ ـش في الشقة التي كنا نعيش فيها معًا؛
لأن كل ما فيها يذكرني به، لقد بقـ ـيت 40 يومًا مذهولة على أثر الصد مة ولم أـ ـكف عن البـ ـكاء.
ولقد قمـ ـت بتغيير قطع كثيرة من الأثاث، وكنت أتذكره كلما أراها وتثـ ـير في نفسي الحـ ـزن والشـ ـجن».
المصدر صدي البلد
التعليقات