تحدت المرض بعد ان تركها خطيبها وبعد اسبوعين من ترك وصيتها “توفت ايمان “محــ ــاربة السرطان

أسبوعان مضيا، على وصية محــــ ــــــاربة السرطان، إيمان أحمد، والتي تبعتها منذ أيام برسالة، وضحت من خلالها أسباب إقدامها على كتابتها، فور تملك الورم من جسدها، الذي انتشر كالنار في الهشيم، لتتبدد آمال التغلب عليه والانتهاء من آلامه المزعجة بكلمات عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، معلنةً فوزها بالجنة، بعدما ارتضت قدرها.

وصية “إيمان” أدخلت الوجع والألم في قلوب الكثيرين، متفاعلين معها بالدعاء، وآلاف المشاركات، ليسترد الله أمانته الذي استودعها بها، بتحقيق وصيتها حتى توفيت اليوم، لتنتهى رحلتها المريرة التي خاضتها وهي تكافح المرض، حسبما أكد عدد كبير من أصدقائها عبر نعيها على صفحتها الشخصية على فيسبوك، والتعليقات بالدعاء لها بالرحمة والمغفرة على عدد من منشوراتها السابقة.

قالت سحر عماد: “نامي يا عمري في الجنة وارتاحي.. كسبتي الجنة زي ما قولتي في وصيتك”.

كما نعتها نيرمين جمال: “لله الأمر من قبل ومن بعد.. وصيتك محدش يقول السرطان انتصر.. أنتي اللي انتصرتي وفوزتي بالجنة”.

قصة إيمان أحمد محاربة السرطان
تفاجأت إيمان باقتحام السرطان حياتها، بعد عام من تخرجها في كلية التجارة، عام 2018، والذي بدأ بالتهاب في الأعصاب، حتى بدأ في الانتشار مستوطنًا ساقيها “عملت أشعة وطلع سرطان “استيو ساركوما”، وهو ورم خبيث نادر يصيب العظام والأنسجة الضامة.

لم تجد “إيمان” الدعم من أقرب الناس إليها، فكان الانسحاب سائد الموقف، فور علم خطيبها بحقيقة مرضها، “تاني يوم خطوبتي بدأت رحلتي مع السرطان، روحت لدكاترة كتيرة وقالوا عندي التهاب في الأعصاب، وبعد شهر عرفت إن عندي ورم في العظام، قالي مش هلاقي أحسن منك ومن أهلك أناسبهم بس الظروف كتبت علينا كدة، والمفروض متفكريش في جواز ولا غيره وتركزي في تعبك وبس، واختفى بعدها وفضلت أسبوع مكتئبة”، بحسب تصريحاتها لـ”الوطن”.

بدء جلسات الكيماوي وبتر أحد ساقيها
خاضت إيمان أولى تجاربها مع جلسات الكيماوي، بالتزامن مع احتفالات رأس السنة عام 2018، وبعد مرور 3 جلسات، اكتشف الأطباء تزايد حجم الورم، ما جعلهم يقررون تغيير العلاج بجلستين كيميائيتين آخرتين، “في الوقت ده كنت بسأل على دكتور للجراحة لأن عمليتي كبيرة، أهلي سألوا برة اكتشفنا إن الحل هو البتر، واتخضوا طبعا ومقالوش حاجة خالص ليا، مع إني قريت كتير وكنت عارفة إن دة كان ممكن يحصلي، وبعدين شوفنا دكتور وروحناله وقالي إني لو كنت روحتله قبل سنتين كان هيبقى فعلا الحل هو بتر الساق”.

بعد تمكن السرطان منها.. إيمان تكتب وصيتها
قررت صاحبة الرحلة القاسية كتابة وصيتها عبر فيس بوك، والإعلان عن تطورات حالتها المرضية المتأخرة، غير متوقعة الكم الهائل من الدعوات والأمنيات بالشفاء وحدوث المعجزة برحيل المرض الخبيث: “الورم انتشر خلاص وإنا لله وإنا إليه راجعون.. كده أقول بقلب جامد الحرب خلصت خلاص، بس مش الكانسر اللي فاز، لأ، ووصيتي ليكوا لما أموت محدش يقول السرطان انتصر، والله أطلعلكوا من تربتي.. أنا اللي فوزت وكسبت، أنا كنت صابرة وراضية طول الوقت” ساعات قليلة وحازت ما سمته “إيمان” بالوصية آلاف المشاركات من رواد فيس بوك.

دعم وأمنيات بالشفاء نالتها “إيمان” من رواد موقع التواصل الاجتماعي، بعدما أكدت في كلماتها أنها كانت من الصابرين على رحلة مرضها القاسية: “ربنا قال وبشر الصابرين، يعني أنا الحمد لله فزت بالجنة، الوجع هينتهي.. الألم هينتهي.. العياط هينتهي.. قعدة المستشفيات هتنتهي.. الكيماوي هينتهي.. تعب أمي هينتهي.. عايزة بس منكم طلب، ادعوا لأهلي بالصبر، بالذات أمي ادعولها كتير بالله عليكم، وأخيرًا دي وصيتي، محدش يكتب السرطان انتصر.. أنا اللي كسبت الجنة وعمري خلص”.

رسالة محاربة السرطان الآخيرة قبل وفاتها
“رساله للناس اللي شيفاني يائسة ومستنية الموت، غصب عني ده تفكيري، أنا قعدت سنة و3 شهور بحارب في مرض في الآخر ضحك عليا”، هكذا كانت بداية محتوى الرسالة التي كتبتها المحاربة إيمان، ووجهتها للكل من انتقدوها كونها استسلمت للمرض وتبدلت عزيمتها باليأس.

وأضافت إيمان: “قال إيه انتشر في الرئة والحوض، إزاي وكل حاجة كانت تمام وكنت راضية بأبشع علاج الإنسان ممكن ياخده في حياته، ضيعلي صحتي، طبعا عارفينه الكيماوي، وفي الآخر طلع هو سبب انتشار المرض”.

“النوع اللي عندي شرس، بيهاجم العلاج أكتر وانتشر، ولإني بقول من أول ما تعبت للدكاترة أنا شايفة الكيماوي مبيجبش معايا نتيجة، وهما يقولولي لا إزاي ولازم ناخد 24 جلسة كيماوي كل جلسة فيهم على أيام”، بعبارات تحمل في جعبتها قلة الحيلة، تابعت إيمان، سرد معاناتها مع العلاج الكيماوي الذي تسبب في سوء حالتها الصحية: “خدوا صحتي وتعبوني زيادة، لإن مفيش دكتور فكر يكلمني ويجرب معايا أي علاج من العلاجات التانية، طبعا لأني بتعالج خاص وسعر جلسة الكيماوي بيفرق معاهم، طبعا مش رخيصة”.

إيمان توضح سبب كتابة وصيتها
ووجهت رسالة لمن يطلب منها التحلي بالتفاؤل والأمل: “عايزيني ابقى متفائلة ازاي وأنا حاسة إن الدكاترة وعلاجهم الغلط السبب في اللي أنا فيه؟”.

وعن إقدامها على كتابة وصيتها قبل أيام، أوضحت إيمان: “آسفة حبيت أوضح للناس أنا اللي قررت أكتب وصيتي، وكفايه أوي لحد كده، اللي شايفني غلطانة يقولي، بس مش في نفس الوقت يتكلم وخلاص، لأ يجبلي الحل، لو شايفة قدامي خيط للنجاة غير الكيماوي والله هسعى وأكمل النهاردة”.

وعن مكان تواجدها وحالتها الصحية، قالت إيمان: “بكلمكوا من الرعاية، بقالي كام يوم، وعملت بذل عشان أعرف اتنفسلي شوية، ومعرفش سيبباهم بيسعفوني ليه، وأنا راجعة لبيتنا وعارفة اني حاليًا مش بتعالج ومفيش حل ليا، يبقى أنا بختار أريح نفسي الكام يوم اللي فاضلين لي في الدنيا، كفاية إني ضمنت مكانتي عند ربنا، وضمنت رضا أهلي لأي حاجة وصلتلها”.

حالة من الحزن الشديد، سيطرت على رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عقب انتشار خبر وفاة محاربة السرطان، إيمان أحمد، وتداوله عبر صحفاتهم، مطالبين بالدعاء لها، بعد رحلتها الشــــ ـــــاقة معه.

تابعنا على جوجل نيوز google news

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *