ارتدت فستان زفافها، الذي طالما حلمت بارتدائه، شاركت شقيقتيها الفرحة المنتظرة، استعدت لمغادرة مدينتها الإسكندرية، للسفر إلى الأقصر، حيث يقام حفل الزفاف.
خطأ لم يكن في الحسبان، كان سببًا وراء تأخر رضوى ممدوح، عن زفافها، لتصل قبيل الفجر، وتجد قاعة خالية من معظم المدعوين، فمظاهر الفرح، أوشكت على الانتهاء، لتلحق القليل منها، ولقب “العروسة المتأخرة”، الذي أضاف لها ذكريات ممزوجة بكوميديا لم تغب عنها.
الحكاية بدأت من 5 أعوام، حينما جاء موعد زفاف رضوى ممدوح، العروس وقتها، ابنة محافظة الإسكندرية، بينما الزفاف كان في مدينة الأقصر، قررت أن تسير على غير المألوف، وتسافر بفستان زفافها، بواسطة الطائرة، التي استقلتها للمرة الأولى: “أخواتي مكانوش هيعرفوا يسافروا معايا عشان كانوا لسة مخلفين.. فقررت أشاركهم فرحتي”.
في يوم الزفاف، بعدما انتهت “رضوى” صاحبة الـ35 عامًا، من استعداداتها، استقلت سيارة تقلها إلى مطار القاهرة، لكن الخطأ جاء حينما سار السائق في طريق مزدحم، جعله يصل متأخرًا دون أن تلحق العروس بالطائرة المتجهة للأقصر: “لما وصلت المطار.. كانت الطيارة سافرت خلاص.. ومكنش فيه حل”.
لم تدخل “رضوى” في نوبة من البكاء، بل تماسكت نفسها وظلت هادئة، تحاول إيجاد أمر يمكنها من الوصول في موعد زفافها: “ربنا كان منزل عليا صبر كبير.. منهرتش ومكنتش متوترة.. أهلي اللي كانوا معايا فضلوا يتوتروا.. وأنا فضلت هادية جدًا”.
حاول مسؤولو المطار مساعدة “رضوى”، لكن الحظ العثر كان ملاصقًا، إذا الرحلة القادمة لمدينة الأقصر، كانت الساعة 12 ليلا، بالإضافة إلى أنه لم يوجد مقعد إضافي للعروس، التي ظلت في المطار، حتى جاء الحل في السفر بطائرة متجهة إلى الغردقة، ومن هناك سيكون الطريق أسهل إلى الأقصر.
“ركبت الطيارة الساعة 10 بالليل”، وبعدما وصلت “رضوى” إلى مدينة الغردقة، جاء الدور على أن تستقل بسيارة، تقلها إلى الأقصر، حيث يقام الزفاف، لتصل الساعة 4 فجرًا.
حالة ممتزجة بالضحك والاستغراب، سيطرت على الزفاف، الذي أقيم دون وجود “رضوى”، لكن العريس حضر في الواحدة صباحًا: “جوزي محضرش الفرح في أوله.. أهلنا هما اللي عملوا الفرح.. فضل يستناني لغاية ما أوصل، وفي الآخر راح الساعة 1 بالليل”.
وفي الساعة الرابعة فجرًا، وصلت “رضوى” لقاعة الزفاف، لتجد أن معظم المدعوين كانوا غادروا الزفاف الذي أقيم لمدة نصف ساعة فقط، وسط عدد قليل من الأقارب: “الناس كلها مشيت مفضلش غير القريبين.. إدارة القاعة صممت تستنا لغاية ما جيت، وعملت الفرح في نص ساعة وخلاص”.
“العروسة المتأخرة”، اللقب الذي أصبح ملاصقًا لـ”رضوى” بعدما أدرك الكثيرين من محافظة الأقصر قصة زفافها: “الكل كان بيحكي على اللي حصل في الفرح.. سموني العروسة المتأخرة”.
قصة زفاف “رضوى”، والخطأ الذي جعلها غائبة عن حفل زفافها، جعلها تشارك في مسابقة على جروب “Travel secrets club”، لتروي تجربتها التي تركت لها الكثير من الذكريات المضحكة.
التعليقات